الأغسطينيّون... لمحة عن تاريخ رهبانيّة البابا لاوون الرابع عشر

البابا لاوون الرابع عشر يترأّس الذبيحة الإلهيّة في بازيليك القدّيس يوحنّا اللاتران-روما أمس البابا لاوون الرابع عشر يترأّس الذبيحة الإلهيّة في بازيليك القدّيس يوحنّا اللاتران-روما أمس | مصدر الصورة: دانييل إيبانيز/آسي مينا

يوم 8 مايو/أيّار 2025، انتُخِبَ الكاردينال روبرت فرنسيس بريفوست حبرًا أعظم واتّخذ اسم لاوون الرابع عشر، وهو أوّل بابا أغسطينيّ في تاريخ الكنيسة. وقد بدأ بذلك حبريّة يخلف بها الأب الأقدس اليسوعيّ فرنسيس.

ينتشر الأغسطينيّون اليوم في القارّات الخمس ويصل عددهم إلى نحو 3 آلاف شخص. وتتميّز روحانيّتهم بثلاث نقاط رئيسة: الموهبة التأمّلية والرسوليّة للقدّيس أغسطينوس، والارتباط بالكرسيّ الرسوليّ، والخبرة النسكيّة في خلال نشأة الرهبانيّة.

إخوة القدّيس أغسطينوس

في القرنَيْن الثاني عشر والثالث عشر، تنسّك رجال كثيرون في المناطق الإيطاليّة الريفيّة والمعزولة. ودُعي هؤلاء الأشخاص «إخوة». وبعدما رغبت الكنيسة في توحيدهم، تألّفت رهبانيّة «إخوة القدّيس أغسطينوس النسّاك» بين عامَيْ 1244 و1256. وصار الأغسطينيّون جزءًا من الرهبانيّات المتسوّلة التي تخلّت عن الامتيازات الكنسيّة وعانقت الفقر.

وأُعطي الأغسطينيّون إدارة أديار في قارّات عدّة. وبعد ذلك، بدأت الرهبانيّة تنتشر في مدن أوروبيّة رئيسة. وعُرِفت في بداياتها شخصيّات عدّة منها: الكاردينال ريكاردو من أنيبالدي، واللاهوتي إيجيديو الرومانيّ، والطوباوي جاكومو من فيتربو. وانتشر أيضًا من خلالها فكرٌ عُرِفَ بـ«لاهوت القلب» ارتبط بالحياة السرّانيّة والصليب، استند إلى تأمّل الكتاب المقدّس وآباء الكنيسة.

قدّيسون وقدّيسات

في خلال القرن الثاني من حياة هذه الرهبانيّة (1356-1456) ضُرِبَت أوروبا بالطاعون وحصل انشقاق في الكنيسة الكاثوليكيّة أدّى إلى وجود بابوَيْن في الوقت عينه. ونشأت في تلك الحقبة مجموعات رهبانيّة أرادت عيش القانون بشكل أكثر صرامة. وظهر في الرهبنة كنسيّون ومصلحون وواعظون وغيرهم.

وبعد الاكتشافات الجغرافيّة الكبرى، انطلق الأغسطينيّون إلى المكسيك والبيرو والفلبّين والصين. وفي القرنَيْن الثامن عشر والتاسع عشر شهدت الرهبانيّة عقودًا صعبة بسبب الثورة الفرنسيّة وقمع الإمبراطور نابوليون بونابارت للكنيسة.

وفي خلال القرون الطويلة من حياتها، قدّمت الرهبانيّة قدّيسين كثيرين منهم: نقولا من تولنتينو، وكيارا من منونتيفالكو، وجوفانّي ستون، وغولييمو تيري، وتوماسو من فيلّانوفا، وصانعة المعجزات ريتا من كاشيا.

«جميعنا تلاميذ أغسطينوس»

في العام 1986، قال الحبر الأعظم يوحنّا بولس الثاني في رسالته البابويّة «أغسطينوس من هيبون»، بمناسبة مرور 16 قرنًا على اهتداء الأخير: «نشعر جميعنا في الكنيسة والغرب بأنّنا تلاميذ وأبناء للقدّيس أغسطينوس».

وتمنّى الحبر الأعظم البولنديّ أن يستمر انتشار تعليم أغسطينوس في الكنيسة والعالم بغية تمدُّد ثقافة الإيمان. وهذا ما فعلته الرهبنة الأغسطينيّة عبر القرون، إذ تحوّل قانون أسقف هيبون إلى مصدر إلهام للراغبين في عيش حياة رسوليّة تميّزت بمشاركة الخيرات المادّية والروحيّة.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته